مدينة طرفاية عند باب المرسة
افتصاد المدينة
يعتبر الفوسفاط المحرك الأول وبالضبط في منطقة بكراع من بين الخيرات التي تتوفر عليها المنطقة حيت يتم تصدير جزء كبير الى أوروبا والأخر الى واسيا وافريقيا, وبالإضافة الى الثروات المعدنية المنطقة معروفة بتربية الابل والغنم والمعز حيت يملك كسابي المنطقة ما يناهز الالف من الابل والالف من الغنم والالف من المعيز .
والى جانب الثروات المعدنية والحيوانية تزخر المنطقة بثروة سمكية مهمة هائلة حيت يوجد في بحرها ما يفوق 200 نوع من الأسماك ويتم تصديرها الى الخارج في الأسواق الأوربية والإفريقية


دخلت مدينة طرفاية وكان ذلك وقت الغذاء, فتوجهت الى مطعم قريب من المرسا باب الميناء يبعد بخمسين مترا على مركز صغير تابع لي الشرطة كما يظهر على الصورة امامكم, فتوجهت مباشرة الى المطعم الذي يوجد في داخله صاحبه اسمه محامد, فتنولت اكلة بسيطة بالبيض وسلاطة بالخبز وبراد شاي, لان هذا ما كنت اقدر عليه, بحكم عدم توفرهم على مأكولات أفضل
عند نهاية الاكل جاءني محامد وطلب مني ان يأخذ معي صورة مع المطور, فوافقت فكانت البداية ليبدئ النقاش معي, فلم يسألني كثيرا بل فضل الكلام فبدئ يحكي على حال البلاد واوضاعها, وما يروج فيها وما يحدث فيها وعلى تعامل السلطة وسكان البلاد, وعلى ووضعيته شخصيا وعائلته, فاخبرني على انه من ام صحراوية واب بوليزاريو, فكان سؤالي مفاجأ وسريع ومحرجا له = محامد هل انت الان مغربيا او بوليزاريو؟ فأجابني وهو متردد انا مغربي واحب بلادي واكره البولزاريو, فضحكت وقلت له كيف يا محامد يعني انت تكره اباك؟ قال لا, انه ابي لكنه بعيد ولا اعرف بالضبط اينا هو الان لأنه لا يعيش معنا, وانا أتمنى ان اذهب الى داخل المغرب لنحسن وضعيتي, فأخذت معه بعض الصور كما طلبها مني, ففضلت ان اغادر المكان واستمر في طريقي ورحلتي متوجها نحو مدينة العيون الساقية الحمراء وواد الذهب

عند دخولي مدينة العيون عند الحاجز الأمني الذي يتكون من رجال الدرك والقوة المسلحة ورجال الجمارك وبعض الجنود , فبدئت المراقبة من طرف رجال الدرك وطلبوا مني جميع الوثائق, وطلبوا مني ان اقاف المطور واتفضل معهم الى المقر الذي يوجد في نفس المكان الذي نتواجد فيه , طرحوا عليا كثير من الأسئلة الضرورية في ظروف محترمة متبادل بيننا, فاطلعو عل جميع المعلمات, فتفاجئوا بمجيئي من دولة المانيا منفردا وعلى متن مطور, فرحبو بي وظهرت ملامح الفرحة على وجوههم والافتخار بي, فقال احدهم انه لأول مرة يصادف مغربيا قادما على المطور وبهذا الحجم لوحده وبهذه المسافة الطويلة قادم من المانيا وبهذه الشجاعة فكانت الكلمة هي برافو السي عبدالملك نفخر ونعتز بيك وتبارك الله عليك خويا.
طبعا لا انسى هذا التعامل الذي زادني شجاعة وقوة, فعرضوا عليا تناول كاس شاي معهم فلم اعارض, وتناولت معهم كأس شاي فكانت لحظة او فترة لن انساها ابدا, فبدئوا يقدمون لي بعض النصائح المهمة وبعض التحذيرات والتعليمات الجد مهمة, أخيرا طلبوا مني ان انزع الراية المغربية التي كانت وراء المطور لأنها قد تسبب لي خطرا او بعض المشاكل مع سكان المنطقة لأنها تغضبهم وينفعلون عندما يرونها, فرفدت ان انزع الراية من مكنها, الراية التي رفعتها وانا في بلاد المهجر من المستحيل ان انزعها في بلادي الام, وأكدت لهم اني ادخل بها وسأخرج بها انشاء الله, ولازلت أتذكر انهم اكدوا لي انني اغامر بحملي الراية المغربية على متن المطور وانا متشبثا بقراري, فما كان عليا الا ان اودعهم وانطلق اتجاه وسط مدينة العيون
دخلت مدينة العيون متوجه الى الفندق الذي انا حاجز فيه العرفة فندق الناكجير ويعتبر من احسن الفنادق في العيون


تمنح مدينة العيون المغربية لزائرها فرصة التعرف إلى وجهين مختلفين للمدينة أي الوجه العصري، حيث الشوارع الواسعة والفنادق الحديثة، والوجه الآخر المتمثل في الضواحي وبادية الصحراء، حيث الحياة بسيطة للغاية. ويعتبر شارع مكة اطول شارع عصري، يخترق المدينة من مدخلها إلى آخرها، وكلما سأل زائر أحد السكان عن مكان معروف للتجول او التسوق يرشدك من دون تردد إلى هذا الشارع الشهير، حيث تصطف المقاهي العصرية، والمطاعم والمتاجر، والفنادق الكبرى، ووكالات السياحة والاسفار. لذلك يعرف هذا الشارع حركة دائبة من قبل الراجلين والسيارات، ولا ينام الا في ساعة متأخرة من الليل، خصوصا في فصل الصيف, تتوسط المدينة ساحة كبيرة مزينة بالنخيل على شكل واحة تسمى ساحة المشوار وتعد فضاء مفتوحا وجميلا يستقطب العديد من الناس. إن زيارة «متحف فنون الصحراء»، و«مجمع الصناعة التقليدية» تمنح الزوار متعة اكتشاف المنتوجات التقليدية في المناطق الصحراوية المعتمدة على مواد طبيعية مثل جلد الماعز، والابل، والعاج، لصنع تحف، وأوان للطبخ، بالإضافة إلى الحلي الفضية، حيث يوجد بالعيون سوق خاص بالفضة على شكل محلات تجارية صغيرة، توفر جميع اشكال الحلي الفضية العصرية والقديمة جدا التي كانت تتزين بها النساء الصحراويات، ويعرف السوق اقبالا كبيرا من طرف السياح المغاربة والأجانب والسكان المحليين، لتوفيره قطعا من الحلي بأشكال غير مألوفة من الفضة المرصعة بالأحجار الكريمة. ويجسد شاطئ فم الواد الذي يبعد 20 كيلومترا عن مدينة العيون سحر التقاء شاطئ الأطلسي الممتد على كيلومترات طويلة بالكثبان الرملية الذهبية، ويستقطب عددا كبيرا من المصطافين، خصوصا مع ظهور نسائم الصيف الأولى، حيث تأتي العائلات الصحراوية إلى الشاطئ، ومعها اواني صنع الشاي وتشرع في تحضيره على الطريقة التقليدية،
عند اقامتي في مدينة العيون كنت مسرورا بإعجابي للمدينة متجولا في شوارعها على قدمي كأني ابن العيون تاركا المطور مؤمن في الفندق, التقيت مع مواطن ابن اكادير صاحب دكانا فحاكلي انه هو وكثير من زملائه التجار تعرضون للمضايقات وذلك عدة مرات من طرف شباب مسخرون من جبهة البوليزاريو, ومرة أخرى في المقهى التقيت شخص تبين لي انه ليس ابن العيون, فكانت المفاجأة انه ابن مراكش هو كذلك يحكي الكثير على ما يقع من مشاكل مع البوليزاريو وتصرفاتهم ضد أبناء الداخل في البلاد, في اليوم الثاني اخذت المطور وقمت بتجوال في المدينة ثم وانا على الطريق بسرعة لا تتعدى 15 او 20 في الساعة فاذا به تفاجأت برشق بالحجارة اصابت المطور, لحسن الحظ لم توقع أي خسارة ولا ادري من اين أتت الحجارة, فوقفت ونزلت من المطور وبدأت اشتم واصوب واوجه بالإشارة الى احد المقاهي يوجدون امامها بعض الأشخاص كنت اشك ان الحجارة أتية من عندهم, ولا احد ينطق او يجاوبني, فتبعت طريقي في منطقة أخرى, بعد دقائق الا وتفاجأت بحجارة أخرا كذلك اصابت المطور وكذلك لم يقع أي ضرار او خسارة, فشعرت وتأكدت ان الامر هنا خطير وممكن ان يكون اخطر, ومن المرجح ان يقع اكثر من هذا فرجعت للفندق, ثم تفكرت كلام رجال الدرك والشيء الذي امروني به وهو نزع الراية المغربية التي توجد على متن المطور فتأكدت انها هي السبب, رغم ما وقع الراية لم تنزل من المطور لئنها رافقتني طول الرحلة وهي شامخة ترفرف فسترافقني حتى النهاية انشاء الله



بعد زيارة مدينة العيون كعدتي استعدت لي متابعة السفر فانطلقت متوجها نحو مدينة بوجدور قاصدا مدينة الداخلة, فكانت هذه المرة المفاجئة أخطر وخطيرة لأسباب متعددة "" أولا ان الطريق المؤدية الى مدينة الداخلة خطيرة وغير أمنة بوجود عناصر البوليزاريو على الطريق ولا توجد محطة الاستراحة لي التزود بالوقود, وحتى المسافة بين العيون والداخلة طويلة جدا حسب المعلمات المتوفرة لي انها 530 كم, والمشكلة الثانية التي اراها امامي وهي رغم التزويد وملئ المطور بالوقود الى اخره لا يمكن قطع هذه المسافة كلها في مرة واحدة او في مرحلة واحدة فهذا مستحيل, المسافة الممكنة التي نقدر على قطعها بالوقود المتوفر فهي 350 كم فقط, بعدها لبد من التزويد مرة أخرى من البنزين لنتابع, ولا يوجد على الطريق الا البنزين المهرب وهذا لا يمكنني التزويد به لأسباب متعددة, فكان صعب عليا ان اعرض نفسي لهذا الخطر, في هذا الموقف تحتم عليا ان أغير الاتجاه نحو طانطان للمبيت, فهنا تغيرت الخريطة المبرمجة التي رسمتها,لنرسم خريطة جديدة لمتابعة الجولة
في الصباح الباكر كان مقررا ان اقطع المسافة الطويلة على الريق رقم ن1 اتجاه كلميم ثم تزنيت وتفراوت حتى وصلت بلدية تلوين فكان هناك المبيت في أبيرج ومطعم سافران الذي يقع في وسط بلدية تلوين, كانت هذه المرحلة صعبة وطويلة لكن قطعتها بسلام وكل شيء جيد وعلى احسن حال الحمد لله والشكر لله
