
من مدينة ارفود توجهت مباشرة الى الرمال الذهبية الساحرة بمرزوكة التي تربطني بها علاقة حب المنطقة منذ الطفولة, ولازلت الى اليوم راسخة في قلبي فلبد من زيارتها وزيارة بعض الأصدقاء الموجدين فها كا عبد السلام صادوق ابن ارفود وصاحب مشروع بمرزوكة وكذلك أصدقاء اخرين هناك
تشتهر مدينة أرفود بسياحتها الغنية والمتعدّدة ، إذ نجد فيها السياحة الثقافية ، والسياحة الصحراوية ، والسياحية العلاجية ، حيث أنّ السياحة فيها تعتبر أهم وأبرز مداخيل هذه المدينة الاقتصاديّة، وإنّ الكثبان الرملية التي تتميّز وتشتهر بها مدينة أرفود قيمة سياحيّة مغرية للزائرين، لما لها من رؤية ساحرة تبهج الزائر من روعتها ، فإنّها تعدّ علاجاً أيضاً للكثير من الأمراض وخاصّة مرض الروماتيزم. إنّ أرفود غنيّة بالفنادق المبهرة والجد ممتازة، التي شيّدت بطريقة معماريّة هندسيّة من الإبداع ما يبهج القلب، والتناسق والتميّز، حيث أنّها من أهم الروافد للسياحة في المغرب، وأيضاً توافر فرص العمل فيها، خاصّة بكونها مدينة تحتوي على الكثير من المشاريع السياحيّة والتي تحتاج لأيدي عاملة كثيرة، خاصّة من خرّيجي وتقنيين مركز الفندقية. وقد بيّنت الإحصائيّات بأنّ أغلب السيّاح الذين يتوافدون لهذه المنطقة هم من لديهم الغنى الكبير، حيث أنها تعتبر مدينة سياحيّة نموذجية، حيث تشتهر بإقامة الجولات السياحيّة فيها على النشاط الترفيهي عالي الجودة والمستوى وغالي الثمن

تشتهر أرفود أيضاً بأحيائها التراثية القديمة، فتجد فأحيائها, حي السوق,الحي الجديد، حي السلام، حي طوطال، حي الحمري، حي زيز، حي النهضة, حي فوم لحمر, دوار دراعو, ودوار العسكر, تعتبر مدينة ارفود من المدن التي تدل على الأصالة حيث نجد فيها عدة من القصور في نواحي تيزيمي والمعاضيد التي تحتوي على العديد من النقوش والزخرفات والرموز في البنايات التاريخية
احتضنت مدينة ارفود مهرجانات عدّة للتمور ، حيث تشتهر بزراعته في مساحات واسعة ، وخاصة لوجود واحة تعدّ من أهم وأعظم وأجمل الواحات على مستوى العالم ، لما تتمتّع به من جودة التمور بكل أنواعه ، حيث المناخ الذي تتحلى فيه هذه المنطقة يناسب النخيل ، ليعرف بالتالي بأنّ تمر ارفود أكثر الأنواع القادرة على البقاء والاستمرار لفترات أطول بالنسبة لغيره من الأماكن في العالم ، لتعرف هذه المدينة أيضاً بلقب ( عاصمة التمور ) ، حيث عرف المهرجان الذي يقام فيها باسم ( سابع شتنبر ) حيث يقام كل عام إنّ مدينة أرفود حقّقت تقدّماً في مجال صناعة السينما في المغرب ، حيث صوّرت فيها أفلام عالميّة تحسب لصالح هذه المدينة ، وأهم هذه الأفلام هي ( أمير بلاد فارس ) ، وأيضاً ( الجندي ) ، و ( المومياء 1 ، 2 ، 3 )
وانا على أبواب مدينة ارفود,كما انني ننتمي لأبناء هذه المدينة العزيزة الا وتحضر لي في الذاكرة معظم ما عشته في هذه المنطقة من أيام طفولتي وبعد الطفولة, وهنا يشعر الانسان طبعا بان العمر قصير وما هو الا فترة من الزمان ويمر بسرعة, ومهما طال او يطول الغياب فكلما جئت لمدينتي التي ترعرعت فيها, الا وشعرت باني لست بعيدا عنها, وكل ما نعبر به على حبي لهذه المدينة لا يقدر بثمان, ولا يمكنني ان اذكر او أتكلم لكم عن ما تكتسيه هذه المدينة من خيرات, وطبيعة, وكرام, واخلاق أهلها المتميزون بالحشمة والعراض وكثرت الصواب والادب, والاحتفاظ بالتقاليد والعادات وحفظ القران لذلك أطلق عليها أبنائها وعشاقها ومحبّيها انها جوهرة تافيلالت وعاصمتها
مرزوكة" تكسوها رمالاً يصهرها حر الصيف القائظ، لها وقع السحر الشافي من أمراض البدن، ومشهد شروق الشمس وغروبها على الكثبان الذهبية لا نظير له في الكون، تتخذ الحركة السياحية في مرزوقة مظهرين: سياحة استفائية صحية بحمامات رمال، ذات طابع موسمي صيفي، وأخرى إيكولوجية ورياضية واستكشافية على طول أيام السنة.. مع ارتفاع درجات الحرارة التي توقد سخونة الرمال، يبدأ تدفق سياح يطلبون شفاء من أمراض المفاصل المختلفة، في جوف الكثبان الرملية أشبه بعيادات شعبية تنتشر بالعشرات، تحت خيام صغيرة، يقيمها أبناء المنطقة العارفون بمفعول الرمل على البدن المنخور بالبرودة، تجري عمليات التأهيل الصحي في مدافن، وفق طقوس خاصة، وباحتياطات ومهارات تجعلها أبعد عن المخاطرة بالأرواح، خصوصاً أن الحرارة تحت الرمل قد تفوق الخمسين درجة
أما في باقي فصول العام، فان نشاطاً سياحياً مغايراً يجعل مرزوكة وجهة عالمية ولو في ظل نقص البنيات الأساسية.. لعشق الصحراء فنون وألوان.. جولات موجهة بالأقدام أو على ظهور الجمال، عبر التلال الساحرة، التي يتغير لونها بين الذهبي اللامع والبرتقالي، حسب تعاقب شروق الشمس وغروبها، سباقات بالسيارات الرباعية الدفع عبر مسالك محددة يعرفها أبناء المنطقة، قوافل للدراجات النارية تمخر الكثبان في مغامرات لا تنسى.. تلك مشاهد يومية في حياة صحراء يشق سكينتها هدير المحركات.


بعد قضائي يومين على الرمال الذهبية توجهت الى مدينة الريصاني التي تبعد عن مرزوكة ب 53 كم, فكان من امنيتي ان اتناول وجبة الغذاء بالمدفونة التي تشتهر بها مدينة الريصاني



تعتبر المدفونة الفيلالية من أشهر المأكولات المعروفة بها هذه المنطقة تقدم في المناسبات وهي تتكون من اللحم كمكون أساسي يقطع إلى شرائح صغيرة إضافة إلى البيض المسلوق و اللوز و البصل والقزبور والتوابل تأخذ هذه المكونات إلى صاحب المخبزة بحيث يقوم بوضع تلك المكونات داخل العجينة ويقوم بطيبها
مدينة الريصاني هي تضم عددا كبيرا من القصور حوالي 360 قصرا من أشهرهم القصرين السلطانيين الفيضة وأولاد عبدا لحليم ثم هجر عدد كبير منها لظروف طبيعية و اقتصادية أو غيرها اتجاه مدن الغرب و الشمال بشكل كبير و صوب مدينة الريصاني المركز بشكل خاص يعتمد النشاط الاقتصادي بالمنطقة على الفلاحة على وجه الخصوص غير أن هذا النشاط بدأ يتراجع بشكل كبير بسبب قساوة الظروف الطبيعية و توالي سنوات الجفاف إذ تعتمد على ما يجود به سد الحسن الداخل عبر الواديين زيز و اغريس وتعد الريصاني واحة كبيرة من النخيل وتعد منتج مهم لفاكهة التمر بأنواعها لكن هدا القطاع عرف نوعا من التراجع نتيجة إصابة أشجار النخيل بما يسمى بالبايوض و تهجير النخيل باتجاه مدينة مراكش. أما عن الحرف التقليدية و التي تنتشر في السوق المركزي هذه هي الأخرى في ظل تراجع و هو نشاط يعد مصدرا أساسيا لعيش مجموعة من السكان إذا تعرف المدينة أزيد من سوق أسبوعي وتكون في أيام الأحد الثلاثاء والخميس بحيث يتسوق أبناء الريصاني و ارفود و النيف ,





وتعتبر الريصاني مركز تأسيس الدولة العلوية الشريفة المعلمة الرئيسية له وهو ضريح مولاي علي الشريف محجا مهما سواء لسياح الدين يزورون المدينة أو المحليين بفضل الشكل الهندسي والزخرفي الرائع لهذه المعلمة
إنّ الزائر لمدينة أرفود أول ما يدهشه فيها روعة مناظرها الطبيعيّة، والهدوء الذي تتمتّع به، حيث أنّها مشيّدة على حصنٍ, حيث تفاجئ زائرها بجمال واحاتها التي تتمتّع بلوحة خاصة ومتميزة عن الواحات في منطقة أخرى
بعد الاكل استمريت في طريقي قاصدا مدينة ارفود لأفضي فيها بعض الأيام مع الاحباب والاصهار والأصدقاء, ,